14/06/2018

أنيس البدري :"آن الأوان كي يتحرر المنتخب التونسي من عقلية التحفظ التي كبلته خلال مشاركاته الماضية."

Contenu: 

قبل اربعة ايام من بداية مغامرة منتخب "نسور قرطاج" في المونديال وبعد استكمال تقريبا المسار التحضيري لهذا الموعد العالمي، تنبعث ثقة كبيرة من داخل الفريق في القدرة على كسب رهان التألق وتحقيق حلم بلوغ الدور الثاني. انجاز يستوجب درجة جاهزية عالية وحالة انتعاشة قصوى يبدو انيس البدري أكثر اللاعبين وصولا لها بعد أدائه المميز واهدافه الرائعة خلال المقابلات الودية ما قد يجعله الورقة الرابحة للمدرب نبيل معلول. في حوار مع مبعوث "وات" الى موسكو يعود البدري على تحضيرات المنتخب ووصفة النجاح في المونديال ويستعرض قراءته لمستوى المنتخب الانقليزي وطموحاته الشخصية.
بعد حوالي شهر من التحضيرات المكثفة والمسترسلة، هل يمكن القول ان المنتخب اضحى جاهزا لدخول غمار المونديال؟
فعلا اعتقد اننا على اتم الاستعداد لرفع التحدي بعد العمل الكبير الذي قمنا به على امتداد فترة التحضيرات الأخيرة وأتمنى ان تكلل جهودنا بالنجاح ويرافقنا التوفيق في مسعانا نحو تحقيق مشاركة إيجابية تقترن بإنجاز غير مسبوق في تاريخ الكرة التونسية بالعبور الى الدور الثاني. لقد حاولنا خلال التربصات والاختبارات الودية الأخيرة مزيد تحسين مستوانا ورفع جاهزيتنا حتى نكون في أفضل حالاتنا من النواحي البدنية والتكتيكية والذهنية واظن ان مقابلاتنا امام البرتغال وتركيا واسبانيا مكنتنا بغض النظر عن النتائج من دعم عنصر الانسجام واضفاء أكثر نجاعة على طابع لعبنا وفق قناعات وتصورات الإطار الفني الى جانب الوقوف على اخطائنا وتشخيص مواطن ضعفنا وبحث سبل تداركها لتفادي تكرارها في المباريات الرسمية.
تحدثت عن الأخطاء الواجب إصلاحها، اين تكمن أساسا وكيف السبيل الى معالجتها؟
المنافسة في المستوى العالي تقتضي تركيزا كبيرا وحضورا ذهنيا قويا طوال المباراة واعتقد اننا مدعوون في هذا الجانب الى ابداء المزيد من اليقظة والانتباه، فالأهداف التي قبلناها في اللقاءات الودية كانت اغلبها نتيجة سهو وسوء تمركز في بعض الوضعيات الدفاعية على غرار الكرات الثابتة وهذا غير مسموح به امام منتخبات من الحجم الثقيل تملك عناصر قادرة من انصاف الفرص على احداث الفارق. من هنا علينا اللعب بهدوء ورصانة وواقعية واحكام التعامل مع الفترات الحساسة لا سيما في أواخر الأشواط مع السعي الى الإبقاء على الخطوط متقاربة لتضييق المساحات على المنافس وتامين التغطية الدفاعية. اما من الناحية الهجومية فنحن مطالبون قبل كل شيء بالاستحواذ على الكرة ووجوب اللعب بحركية دائمة لتوفير عدة خيارات لحامل الكرة مع إنجاح اللمسة الأخيرة وحضور النجاعة والفعالية امام المرمى.
على ضوء معاينتكم لمباريات المنتخب الانقليزي، أي قراءة يمكن استخلاصها لطريقة اداء منافسكم الأول في المونديال؟
اعتقد ان المنتخب الانقليزي وفي للتقاليد المعروفة عنه من حيث قوة الاندفاع البدني واتقان اللعب الهوائي وهو يتمتع أيضا بعناصر هجومية سريعة وذات حس تهديفي عال على غرار هاري كين وماركوس راشفورد وجيمي فاردي ورحيم سترلينغ. صحيح انه ليس مصنفا من بين المنتخبات المؤهلة للمنافسة على اللقب لكنه يبقى في نظري منافسا صلبا ومزعجا بل انه لا يقل شانا عن منتخب بلجيكا المرشح للذهاب بعيدا في هذا المونديال. هذا لا يعني انه لا يشكو من بعض النقائص أهمها بطء الارتداد وضعف التمركز الدفاعي وهو ما سنحاول استغلاله من خلال الاعتماد على الهجمة الخاطفة لضرب توازناته الدفاعية والايقاع به. المنتخب الانقليزي صحيح نحترمه لكننا لا نهابه، سنلعب امامه بندية وسندافع عن حظوظنا وفي كرة القدم يبقى كل شيء جائزا على مباراة واحدة، تاريخ المونديال يحفل بالعديد من المفاجآت واظن انه آن الأوان كي يتحرر المنتخب التونسي من عقلية التحفظ التي كبلته خلال مشاركاته الماضية.
انيس البدري كسب منذ هدفه الحاسم امام الكونغو الديمقراطية بعدا جديدا مع المنتخب، هل انت واع بهذا الامر وماذا تعني لك المشاركة في المونديال على المستوى الشخصي؟
بالفعل اكتسى هدفي في شباك الكونغو الديمقراطية أهمية بالغة باعتباره فتح لنا طريق التأهل الى المونديال لكن لا يجب هضم حق بقية زملائي الذين ساعدوني على البروز في تلك المباراة ... صحيح انني أصبحت أحظى منذ ذلك اللقاء بوقت لعب أطول مع المنتخب غير أني دائما ما كنت أحاول القيام بعملي على افضل وجه بعقلية اللاعب المحترف ... منذ انتقالي للترجي الرياضي عرف ادائي نسقا تصاعديا واتطلع الى مزيد تطوير قدراتي وفقا لمتطلبات المستوى العالي. المشاركة في المونديال تبقى حلم أي لاعب مهما علا شانه لذلك اعتبر نفسي محظوظا بالتواجد هنا في روسيا ... سأحاول قدر المستطاع الظهور بوجه مميز ومساعدة رفاقي على تحقيق حلم بلوغ الدور الثاني، طبيعي جدا ان أكون متحفزا ومتحمسا لتقديم أداء رفيع على درب الوصول الى افاق أخرى رغم أني اشعر بارتياح كبير في صفوف فريقي الحالي.