11/06/2018

اسبوع قبل مواجهة انقلترا.. تونس و اهمية الاعداد البدني و النفسي للتألق في روسيا

Contenu: 

تجمع اغلب الاراء الفنية المتعلقة بالمشاركة المرتقبة للمنتخب الوطني التونسي في نهائيات كاس العالم بروسيا من 14 جوان الى 15 جويلية 2018 حول اهمية عنصري الاستعداد البدني و الحضور الذهني في مثل هذه الرهانات.
وتتطلب مواجهة منتخبات مثل انقلترا و بلجيكا و بنما ضمن المجموعة السابعة للمونديال الروسي درجة عالية من الجاهزية البدنية والنفسية بما ان المسائل الفنية و التكتيكية اضحت مكشوفة بين كل المنتخبات المشاركة في ظل تقنيات المتابعة ونظم التحليل الفني المتطورة وبالتالي فان نجاح نسور قرطاج في مونديال روسيا يكمن في جانب منه في العاملين البدني والذهني.
ولم يخف الاطار الفني للمنتخب التونسي بقيادة نبيل معلول ان الهدف المنشود الى حدود يوم 18 جوان الجاري موعد المباراة الاولى ضد انقلترا “هو بلوغ نسبة جاهزية بدنية تناهز مائة بالمائة” حيث يعي المدرب الوطني ان المواجهات ذات المستوى العالي جدا تتطلب استعدادا بدنيا بالاساس من اجل مجاراة النسق المرتفع الذي سيحاول المنتخبان الانقليزي والبلجيكي خاصة فرضه في المباراتين المرتقبتين وهذا العامل يبدو غير مضمون بالمرة وفق تقدير اعضاء الاطار الفني و طبيعة وضعية لاعبي المنتخب التونسي منذ بداية التحضيرات للمونديال”.
ولم يكن حديث معلول عن اللياقة البدنية للاعبين مجرد توجس بل هو وليد معطيات علمية ثابتة حيث اكد ان “الاشكال الاكبر الذي اعترض سبيل النخبة الوطنية في طور التحضيرات هو عدم التكافؤ و التجانس على مستوى اللياقة البدنية اذ هناك عناصر لعبت 15 مباراة فقط على امتداد كامل الموسم وهناك من اللاعبين من خاض 40 مباراة ولا يمكن ان يكونا على نفس المستوى من الجاهزية كما ان لاعبي المنتخب الذين ينشطون في البطولة السعودية توقفوا عن خوض المقابلات الرسمية منذ 12 افريل المنقضي وما يعنيه ذلك من عمل جبار لتبلغ كل عناصر الفريق نفس الدرجة من الجاهزية”.
واوضح المعد البدني للمنتخب التونسي خليل الجبابلي في تصريح ل “وات” ان التحضيرات لمونديال روسيا على المستوى البدني توزعت على مرحلتين الاولى كان فيها العمل فرديا والثانية جماعيا حيث وجدنا عددا من اللاعبين لاسيما اولئك الذين توقف نشاطهم الكروي منذ شهر افريل الماضي في درجة جاهزية متوسطة لاغير بالاضافة الى عدد اخر من اللاعبين الذين لم يشاركوا بصفة مستمرة مع انديتهم في المباريات الرسمية وبالتالي كان هاجسنا الابرز هو تقريب درجة الجاهزية البدنية بين كافة اللاعبين ومنه انطلقنا في العمل الجماعي وهي المرحلة الثانية التي انطلقت في تربصي البرتغال و سويسرا و تونس قبل التحول الى روسيا “.
وتابع الجبابلي” ان العملية معقدة نسبيا بما ان عددا من اللاعبين كانوا مجبرين على القيام بحصص لياقة اضافية فضلا عن نوعية اخرى من الاعداد والتي تهم العناصر المصابة شان محمد امين بن عمر ووهبي الخزري حيث تم تخصيص برنامج اعداد استثنائي لكلاهما .. ولئن تبدو الحالة البدنية لبن عمر مريحة فان العمل متواصل مع وهبي الخزري حتى يكون جاهزا للمباراة الاولى ضد انقلترا يوم 18 جوان الجاري “.
واكد المسؤول الاول عن الوضعية البدنية للمنتخب الوطني التونسي ان “كل المؤشرات ايجابية للغاية بما ان كل الاحتياطات تم اتخاذها حتى يكون اللاعبون في اعلى معدلات الجاهزية مع ضربة بداية المونديال حيث جاءت المباريات الودية الاخيرة سواء ضد البرتغال او تركيا لتبعث الطمانينة في نفوسنا حول اهمية العمل الذي قمنا به من الناحية البدنية واتمنى ان نواصل على ذات النسق ولا نشهد تراجعا مع تقدم مباريات المونديال”.
ويظل الاستعداد البدني في علاقة وطيدة بالجاهزية الذهنية اذ ان منافسات كاس العالم تختلف شكلا ومضمونا عن المباريات الاخرى مهما علا حجمها اذ للمونديال سحره وتاثيره وخصوصياته و بالتالي فان العامل الذهني يستحوذ على اهمية استثنائية بوجود منافسين من الطراز العالي شان انقلترا وبلجيكيا وهما من افضل منتخبات العالم حاليا .. هذا يتطلب استعدادا خاصا حتى يعزز اللاعب التونسي (الذي كثيرا ما يشكو من مشاكل ذات علاقة بالجانب النفسي والذهني) ثقته في امكانياته حين يقف وجها لوجه ضد لاعبين ينشطون في اقوى البطولات الاوروبية ولهذا لايفوت الاطار الفني للمنتخب التونسي اية فرصة من اجل اسهاب الحديث مع اللاعبين بخصوص التجربة المرتقبة في الية تواصلية لتعزيز الثقة بالنفس”.
وتطرق المدرب الوطني المساعد مراد العقبي لهذه المسالة فقال ” “المردود المتميز الذي اظهره المنتخب التونسي خلال اللقاءات الودية الاخيرة (مع اختيار دقيق لمنافسين من اعلى طراز شان البرتغال و تركيا واسبانيا ) لاسيما في تطور طريقة اللعب واكتساب شخصية فنية يعد من ابرز العوامل التي من شانها ان تعزز ثقة اللاعبين في امكانياتهم خاصة في ظل تضاعف حجم الطموحات بفضل العمل الذي قمنا به على جميع المستويات منذ فترة التحضير للمونديال ويبقى الامل معقودا في ان يكون اللاعبون في اوج عطائهم مع بداية الجديات “.
وشدد العقبي على ” ان التجهيز الذهني ينطلق من طبيعة الاجواء داخل المجموعة حيث يعرف المنتخب التونسي اجواء منعشة للغاية وحتى اللاعبين الذين تم استبعادهم من القائمة النهائية اولاهم المدرب نبيل معلول اهمية خاصة وتحدث اليهم وتمت مرافقتهم نفسانيا قبل الاعلان عن هويتهم .. رغم تقديرنا لارادة كل اللاعب بالمشاركة في محفل كبير مثل المونديال”.
وتابع المدرب الوطني المساعد “حينما يتعلق الامر بمباريات في حجم كاس العالم فان اللاعب يكون حريصا على تامين جاهزيته الذهنية والنفسية بطريقة ذاتية والمعروف عن اللاعب التونسي انه يريد الظهور بوجه مشرف جدا كلما تعلق الامر بمواجهة منافسين من الطراز العالي والتاريخ يشهد على المباريات الكبيرة التي خاضها المنتخب التونسي ضد عمالقة اللعبة في العالم مثل انقلترا و هولندا و بلجيكيا وفرنسا … حيث ان اللاعب التونسي يحبذ مثل هذه المنافسات لانه يريد رفع التحدي وهذا عنصر سيساعدنا كثيرا في اعداد اللاعبين للرهان المرتقب”.
ويامل المنتخب التونسي الذي يشارك في المونديال للمرة الخامسة ان يحقق الانجاز التاريخي الذي طالما بحث عنه وذلك بالتاهل الى الدور الثاني لمونديال روسيا 2018 لاول مرة .. وهي مهمة تلوح صعبة في ظل تواجده ضمن المجموعة السابعة صحبة منتخبات انقلترا وبلجيكيا وبنما.. هذا يتطلب مردودا غزيرا فنيا وتكتيكيا وجاهزية ذهنية وبدنية استثنائية …