16/02/2018

كلاسيكو الترجي و النجم.. أحداث العادة..تشنج..اعتداءات و احتجاجات

Contenu: 

مثل لقاء الذهاب ، ينتهي كلاسيكو البطولة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي الذي اقيم امس الخميس على ملعب رادس لحساب الجولة الثامنة عشرة على صورة سيئة في ظل اداء متذبذب للحكم كريم الخميري واحتجاجات متكررة من اللاعبين على قراراته واعمال شغب على المدارج بين جماهير فريق « باب سويقة » وقوات الامن.
وكانت المباراة تسير في ظروف طبيعية الى غاية الدقيقة 81 عندما اعلن الحكم عن ضربة جزاء وهمية لفائدة الترجي الرياضي في وقت كان خلاله النجم الساحلي متقدما 2-1 بما تسبب في احتجاجات لاعبي فريق « جوهرة الساحل » واقصاء المدافع عمار الجمل. « هدية » الحكم كريم الخميري لم يرفضها المهاجم طه ياسين الخنيسي بعدما نجح في تنفيذ ركلة الجزاء مانحا التعادل للترجي الرياضي 2-2.
مباشرة بعد هدف التعادل اندلعت اعمال شغب خطيرة على المدارج بين عدد من جماهير الترجي الرياضي في « الفيراج » وقوات الامن ليتوقف اللعب لمدة حوالي 10 دقائق قبل ان يستانف باضافة الحكم 7 دقائق تمكن في ثوانيها الاخيرة هيثم الجويني من خطف الانتصار للاحمر والاصفر لتتوقف المقابلة مجددا لبعض الدقائق مع اقصاء مدافع النجم الساحلي علية البريقي ومهاجم الترجي الجويني الاول لاحتجاجه على الحكم والثاني لنزعه القميص اثناء التعبير عن فرحته بعد الهدف.
هذه الاحداث المشينة اصبحت مالوفة في كرة القدم التونسية بل اضحت كالخبز الذي لا يغيب عن الطعام خلال المقابلات الهامة بين الفرق « الكبرى » التي تضم تقريبا اغلب لاعبي المنتخب الوطني وهو ما يبعث فعلا على الحيرة ويطرح اكثر من تساؤل حول اسباب كل هذه الانفلاتات والتجاوزات في بطولة مصنفة الاولى عربيا وافريقيا. احتجاجات على الحكام واشتباكات وشجار مع المنافس من عناصر دولية يفترض ان تكون قدوة من حيث الانضباط وحسن السلوك وقبل حوالي 4 اشهر من مشاركة مرتقبة تنتظر كرة القدم التونسية في مونديال روسيا … مشاهد مخزية اصبحت تتكرر في ظل غياب الردع والعقوبات الصارمة وازاء مجلة تاديبية متسامحة جدا في فصولها مع مظاهر الفوضى وهياكل رياضية تفتقد الجراة للضرب على الايادي العابثة ويقتصر رد فعلها في اغلب الاحيان على التنديد والشجب.
واذا كانت سمعة البلاد على المحك في الاشهر الاخيرة بعد تصنيف تونس على اكثر من قائمة سوداء سواء على مستوى الملاذ الضريبي او تبييض الاموال فان الصورة لا تبدو اكثر اشراقا في كرة القدم مع تتالي احداث الشغب والعنف خلال المباريات بين جماهير « الفيراجات » بالخصوص وقوات الامن وما ينجر عنها من اصابات في صفوف الطرفين واضرار بالمنشات العمومية والممتلكات الخاصة باعتبار امتداد اعمال التخريب الى خارج الملعب حيث ماوي السيارات والفضاءات المجاورة … مشاهد وصور مؤسفة لم يعد تداولها وتناقلها يقتصر على الاعلام الوطني وانما تعدى ذلك لتمرر على فضائيات خارجية بعدما اقتنت القناة القطرية « الدوري والكاس » حقوق بث مجموعة من مباريات البطولة والكاس.
ولعل ما يبعث اكثر على القلق والانزعاج ويجعل من ظاهرة العنف في الملاعب غولا مخيفا وافة اجتماعية باتم معنى الكلمة يتوجب اكثر من اي وقت مضى الوقوف عندها انحصار اعمال الشغب تقريبا على شريحة عمرية لا تتخطى في معظمها سن العشرين ياتي عدد منها الى المباريات تحت تاثير الكحول والمخدرات … لقد بان بالكاشف ان هذه الفئة الشبابية تتسم بسلوكيات عدوانية وعقليات متعصبة وهي تعرف بمجموعات « الالتراس » التي تتخذ من تصرفاتها العنيفة واهازيجها النابية واستعمالها المفرط للالعاب النارية والشماريخ اطارا للتعبير عن هويتها ومواقفها ما جعل المقابلات تحيد عن طابعها الرياضي لتصبح بمثابة صراعات بين احياء وجهات.
ان الحديث عن بطولة محترفة يبقى الى حد الان مجرد شعار بعدما اقتصر تفعيل الاحتراف عند عقود اللاعبين والمدربين وجراياتهم الخيالية وترويج حقوق البث التلفزي في حين تم التغاضي عن ابرز مقومات المنظومة المتمثلة في ارساء مفاهيم الانضباط والنزاهة والحياد والتصرف الحضاري.