05/06/2025

مبارة ودية: "نسور قرطاج" من أجل الانتصار الثاني على "أسود الأطلس" في الأراضي المغربية

Contenu: 

يواجه المنتخب التونسي لكرة القدم غدا الجمعة بملعب فاس انطلاقا من الساعة الثامنة والنصف ليلا نظيره المغربي ضمن سلسلة مبارياته الودية استعدادا للمرحلة الحاسمة من التصفيات الافريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة الامريكية.

ويمثل اللقاء أمام أحد أقوى المنتخبات في القارة الافريقية وصاحب المركز الرابع في مونديال قطر 2022 فرصة للمدرب سامي الطرابلسي لمزيد الوقوف على جاهزية العديد من العناصر وتطوير التناغم والانسجام دفاعيا وهجوميا مع مواصلة تركيز ثوابته التكتيكية ومشروع لعبه في سعيه من اجل متابعة سلسلة نتائجه الايجابية على راس المنتخب بعد ثلاثة اختبارات سابقة كللت جميعها بالفوز امام كل من ليبيريا 1-صفر في مونروفيا والمالاوي 2-صفر في رادس خلال شهر مارس الماضي لحساب تصفيات المونديال وبوركينا فاسو 2-صفر في اطار ودي يوم الاثنين الماضي.

ورغم الصبغة الودية والتحضيرية للمباراة وطابعها الاحتفالي باعتبارها تتزامن مع افتتاح ملعب فاس في حلته الجديدة بطاقة استيعاب في حدود 35 الف متفرج، فانها تحظى باهتمام بالغ في الاوساط الجماهيرية بالبلدين وسيكون التعامل معها على محمل من الجد من المنتخبين على حد السواء في ظل الندية الكبيرة التي عادة ما ترافق هذا الدربي المغاربي الذي عادة ما طغت عليه على مر التاريخ الحسابات التكتيكية وتحكمت في مجرياته بعض الجزئيات ما جعل الفوارق في النتائج لا يتجاوز الهدفين في اقصى الحالات.

ومن المنتظر أن يعوّل الاطار الفني على تشكيلة مغايرة للمباراة الودية الاخيرة امام بوركينا فاسو عبر اقحام عناصر الخبرة منذ البداية على غرار المدافع ديلان برون والظهير الايسر علي العابدي ولاعب الارتكاز عيسى العيدوني ومتوسط الميدان حنبعل المجبري والمهاجم انيس بن سليمان مع الابقاء حتما على الحارس ايمن دحمان وصخرة المحور منتصر الطالبي ومواصلة التعويل على يان فاليري كظهير ايمن بعد ادائه الجيد امام منتخب "الخيول" وفرجاني ساسي كلاعب ارتكاز ثان على ان تنحصر المنافسة على مركز قلب الهجوم بين هدافي البطولة حمزة المستوري وفراس شواط.

ويتطلع منتخب "نسور قرطاج" في هذه المواجهة الكلاسيكية الجديدة الى كسر تفوق منتخب "أسود الأطلس" في اخر مواجهتين بينهما أقيمتا في اطار ودي بالنتيجة ذاتها 1-صفر عامي 2017 في مراكش و2018 في رادس وتحقيق ثاني انتصاراته على الأراضي المغربية الغائبة عنه منذ ما يقارب عن ستة عقود اذ يعود فوزه الوحيد الى تاريخ 2 ماي 1965 بنتيجة 1-0 ضمن لقاء ودي احتضنته مدينة الدار البيضاء.

ورغم أسبقيتي الارض والجمهور وما يتوفر عليه الرصيد البشري للمنتخب المغربي من نجوم لامعة ذات قيمة تسويقية عالية على غرار الحارس ياسين بونو (الهلال السعودي) والمدافع أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان الفرنسي) وثنائي الوسط سفيان مرابط (فنربخشة التركي) وعز الدين أوناحي (باناثينايكوس اليوناني) والمهاجم يوسف النصيري (فنربخشة التركي)، الاّ أنّ ذلك لا يقلل في شيء من حظوظ المنتخب التونسي الذي عادة ما يجيد التعامل مع مثل هذه المباريات المليئة بالتحديات والتأقلم مع الوضعيات التي يكون فيها تحت الضغط.

وامام منافس يملك عناصر ذات امكانيات فنية عريضة وقادرة بفردياتها العالية على صنع الفارق، سيكون المدرب سامي الطرابلسي، الذي سبق له الإطاحة بالمنتخب المغربي قبل نحو 13 عاما في نهائيات كأس افريقيا للأمم بالغابون بنتيجة 2-1، مدعوا لحسن توظيف الثوابت التكتيكية للمنتخب التونسي واللعب على إرث هويته الفنية القائمة اساسا على روح المجموعة من اجل انجاح إدارة المباراة عبر تركيز مقومات التنشيط الدفاعي الناجع الذي من شانه ان يحرم الخصم من المساحات ويساعد على كسب معارك الحوارات الثنائية مع الاعتماد على عنصر المباغتة عبر إحكام حبك الهجمات المرتدة واستغلال الكرات الثابتة.

ويحفل سجل المنتخب التونسي امام نظيره المغربي بالعديد من المحطات الخالدة اذ تستحضر الذاكرة بالخصوص ملحمة 14 فيفري 2004 في رادس ضمن نهائي كاس افريقيا للامم عندما اهدى جيل علي بومنيجل وخالد بدرة وراضي الجعايدي وكريم حقي وحاتم الطرابلسي ورياض البوعزيزي ومهدي النفطي وزياد الجزيري وغيرهم من اللاعبين الاخرين كرة القدم التونسية باكورة القابها في المسابقة القارية بعد الفوز في الدور النهائي 2-1 وموقعة رادس كذلك بتاريخ 8 اكتوبر 2005 عندما سجل عادل الشاذلي هدفا مذهلا وضع ابناء المدرب روجي لومار آنذاك على سكة بلوغ مونديال المانيا 2006 دون نسيان الهدف الرائع لطارق ذياب في شباك العملاق بادو الزاكي بالملعب الاولمبي بالمنزه على درب التاهل الى اولمبياد سيول 1988 عندما كانت المسابقة تقام بمنتخبات الاكابر والتصدي الشهير للصادق ساسي "عتوقة" في مواجهة احمد فراس في المنزه على طريق الصعود الى مونديال المكسيك 1978.

وفي المقابل، تبقى ابرز نجاحات المنتخب المغربي نجاحه في اقصاء المنتخب التونسي من تصفيات مونديال الولايات المتحدة الامريكية 1994 واولمبيادي ميونيخ 1972 ومونتريال 1976 بينما كان تفوقه في اقصايات مونديال المكسيك 1970 بالقرعة بعدما فرض التعادل نفسه ذهابا وايابا وفي اللقاء الفاصل.