11/06/2018

نجوم تونسية حرمتهم الاصابات من تعزيز النسور في كأس العالم

Contenu: 

المشاركة في المونديال حلم يراود أي لاعب مهما علا شانه لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، فاحيانا تتدخل الاقدار لتعبث بشكل مباغت باماني بعض النجوم وتغتال بطريقة قاسية احلامهم في تمثيل بلدانهم خلال التظاهرة الكروية الأكبر في العالم. على امتداد تاريخ المونديال، تسببت لعنة الإصابات في حرمان العديد من الفرق من ركائزها الأساسية وقد تجرع المنتخب التونسي مرارتها في اكثر من مناسبة اخرها مع ثنائي الجيل الحالي يوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي اللذين سيكونان ابرز المتغيبين عن موعد روسيا.
البداية كانت مع إصابة يوسف المساكني على مستوى الاربطة المتقاطعة مع فريقه الدحيل امام السيلية في الجولة الختامية لدوري نجوم قطر يوم 7 افريل الماضي في مباراة شكلية خالية من أي رهان نزل خلالها صانع العاب المنتخب التونسي كبديل برغبة كسب جائزة افضل هداف مباشرة اثر تخلصه من مضاعفات إصابة قديمة أبعدته لفترة عن الملاعب والمشاركة مع المنتخب في الاختبارين الوديين امام ايران وكوستاريكا في نهاية شهر مارس. الخبر نزل كالصاعقة على الاطار الفني للمنتخب والجماهير التونسية باعتبار القيمة الفنية الثابتة للاعب وقدرته الفائقة على احداث الفارق.
المساكني صاحب ال27 ربيعا والذي ساهم بقسط وافر في صعود نسور قرطاج الى نهائيات كاس العالم بتمريراته الحاسمة وأهدافه الثمينة على غرار “الهاتريك” امام المنتخب الغيني في كوناكري كان ينتظر المونديال بفارغ الصبر ممنيا النفس بمشاركة استثنائية من اجل خطف انظار بعض الأندية الأوروبية والاحتراف في احدى البطولات الكبرى بالقارة العجوز بعد مسيرة ناجحة مع كل من الترجي الرياضي والدحيل فاز خلالها تقريبا بكافة الالقاب الممكنة لكن جرت الرياح عكس ما تمناه خريج مدرسة تكوين الملعب التونسي بعدما تعرض الى تمزق في الاربطة المتقاطعة ما يعني غيابه عن الملاعب لفترة ستة اشهر.
ولان المصائب لا تاتي فرادى، فقد ابى الحظ العاثر الا ان يدير وجهه مجددا للمنتخب التونسي الذي تلقى ضربة موجعة أخرى بعد إصابة المهاجم طه ياسين الخنيسي بتمزق عضلي في المقابلة التي جمعت فريقه الترجي الرياضي بشبيبة القيروان يوم 10 ماي الفارط لحساب الجولة الأخيرة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى وهو ما يستوجب راحة على الأقل لمدة ثلاثة أسابيع.
الخنيسي (26 عاما) اضحى في الفترة الأخيرة من بين الخيارات الهجومية الأولى للمنتخب بفضل ما يملكه من مواصفات المهاجم الكلاسيكي على مستوى حسن التمركز امام المرمى واجادة اللعب في ظهر الدفاع فضلا عن اتقانه الضرب بالراس وقد كان يعلق بدوره طموحات عريضة على هذا المونديال لطرق أبواب الاحتراف خارج تونس غير انه سيجد نفسه مجبرا بعد هذه الإصابة على متابعة المباريات من وراء الشاشة الصغيرة.
قبل ذلك اكتوى المهاجم سيلفا دوس سانتوس بنفس النار بعدما حطمت إصابة لعينة اماله في المشاركة في مونديال المانيا 2006 اثر مشوار متميز في التصفيات نجح خلالها في تسجيل 5 اهداف. سانتوس ذو الأصول البرازيلية الذي اكتشفه الجمهور في أواخر القرن الماضي عندما استقدمه النجم الساحلي من ستندار دي لياج البلجيكي كان مهاجما برتبة قناص وحقق بفضل أهدافه الحاسمة عدة انتصارات خالدة مع المنتخب التونسي ابرزها على الاطلاق هدفه في نهائي كاس افريقيا للأمم 2004 امام المغرب على طريق التتويج باللقب القاري وثنائيته امام استراليا في كاس القارات للأمم بألمانيا 2005.
مهاجم اخر لقي نفس المصير قبل المونديال ذاته وهو محترف لنس الفرنسي عصام جمعة الذي غاب عن العرس العالمي بداعي إصابة على مستوى الركبة. ولئن توفق جمعة اثر ذلك في نحت مسيرة ناجحة مع منتخب نسور قرطاج برقم قياسي من الأهداف صامد الى حد الان بمجموع 35 هدفا فان غيابه عن المونديال يبقى نقطة سوداء في سجله الشخصي.
كابوس الإصابات عصف أيضا بطموحات متوسط الميدان أسامة السلامي بعدما كان ضمن القائمة النهائية للاعبين الذين وقع الاختيار عليهم للمشاركة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002. السلامي الذي كان آنذاك الفتى المدلل للملعب التونسي واحد النجوم الصاعدة في سماء كرة القدم التونسية انهارت أحلامه بالتواجد في المونديال فجأة نتيجة إصابة لحقته في المنعطف الأخير من التحضيرات في احدى أسوإ ذكريات اللاعب طوال مسيرته الرياضية.
الذاكرة تستحضر أيضا المهاجم حسان القابسي الذي حرمته إصابة في الاربطة المتقاطعة من المشاركة في نهائيات كاس العالم فرنسا 1998 في وقت كان يمر خلاله اللاعب باحلى فترات حياته الكروية سواء مع فريقه الترجي الرياضي او مع المنتخب التونسي الذي برز معه خلال نهائيات كاس افريقيا للأمم ببوركينا فاسو في بداية سنة 1998 غير ان ما يحسب للقابسي مقارنة بسابقيه انه تمكن من الثأر لنفسه بعدما تم اختياره ضمن قائمة اللاعبين الذين خاضوا منافسات نسخة مونديال 2002.