نهائي كأس تونس لكرة القدم: الملعب التونسي لإنقاذ موسمه والترجي الرياضي لحصد الثنائي
ينزل الستار غدا الأحد بملعب حمادي العقربي برادس على الموسم الكروي 2024-2025 بإجراء الدور النهائي لكأس تونس بين الملعب التونسي، الباحث عن المحافظة على لقبه، والترجي الرياضي التونسي الطامح إلى الظفر بالثنائي بعد تتويجه بالبطولة، في مواجهة أجوار هي الأولى من نوعها بين الفريقين في هذا الدور المتقدم من المسابقة.
ويحظى الفريقان بتقاليد عريقة في مسابقة الكاس اذ يملك الملعب التونسي الذي نال شرف احراز النسخة الاولى بعد الاستقلال سنة 1956 في سجله 7 القاب فيما يعتبر الترجي الرياضي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالمسابقة ب15 كأسا من بينها ثلاثة بصفة متتالية اعوام 2006 و2007 و2008.
وإذا كان التتويج بالكأس سيمنح الترجي الرياضي فرصة اثراء خزائنه بسادس ثنائي في تاريخه بعد سنوات 1989 و1991 و1999 و2006 و2011، فانه سيمكن الملعب التونسي في المقابل من انقاذ موسمه وتحقيق انجاز غير مسبوق في تاريخه بإحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي.
وتنطوي المباراة على تحد خاص بالنسبة لكل من شكري الخطوي مدرب الملعب التونسي وماهر الكنزاري مدرب الترجي الرياضي اذ سيحاول كل من موقعه حصد باكورة القابه المحلية كمدرب أول على راس احد الاندية التونسية. وفي نهائي لا يعترف بالانتماءات السابقة، يعود ماهر الكنزاري الذي بدأ الموسم على الدكة الفنية للملعب التونسي وقاده الى احراز اللقب الفخري "بطل الخريف" في ثوب الخصم من على الضفة الاخرى للمنطقة الفنية اثر التحاقه في منتصف شهر مارس المنقضي بالترجي الرياضي ممنيا النفس ان يحالفه الحظ هذه المرة في معانقة الاميرة بعد ان تمنعت عنه في نهائي الموسم الماضي عندما كان مدربا للنادي البنزرتي بعد الخسارة امام الملعب التونسي بالذات.
وبعد مشوار مليء بالمطبات تخطى خلاله خارج قواعده صاحبي المركزين الثالث والثاني في سباق البطولة النجم الساحلي 1-صفر في الدور ربع النهائي والاتحاد المنستيري بركلات الترجيح في المربع الذهبي اثر انتهاء المباراة في وقتيها الاصلي والإضافي بالتعادل السلبي، يأمل الملعب التونسي ان تكلل مجهوداته في هذه المحطة الختامية بالنجاح مرتكزا في ذلك بالخصوص على صلابة خطه الخلفي الذي توفق على امتداد الادوار الفارطة في المحافظة على عذارة شباكه باعتباره كان ازاح في الدورين السادس عشر وثمن النهائي ضيفه اولمبيك سيدي بوزيد 1-صفر ومضيفه فريق شبيبة منوبة 2-صفر.
ولئن يملك الملعب التونسي اقوى دفاع في هذه النسخة من مسابقة الكاس، فان الترجي الرياضي يتوفر، من جهته، على افضل خط هجوم بحصيلة بلغت 16 هدفا سجلها في طريقه نحو بلوغ النهائي امام مستقبل القصرين 6-صفر ونادي حمام الانف 4-صفر والترجي الجرجيسي 3-1 واتحاد بن قردان 3-صفر وهو سيتسلح حتما بهذا الزخم التهديفي العالي لفك شفرة المنظومة الدفاعية لمنافسه وتجريده من لقبه نحو تجديد العهد مع الكاس الغائبة عن خزائنه منذ سنة 2016.
وباستثناء وائل الورغمي الذي سيحتجب عن العرس النهائي بسبب عقوبة الإنذار الثالث، فإن بقية اللاعبين سيكونون على ذمة الجهاز الفني للملعب التونسي يتقدمهم القائد والحارس سامي هلال والمدافع مروان الصحراوي والمهاجم الواعد خليل العياري المنتشين مؤخرا بدعوتهم لتعزيز صفوف المنتخب.
وتستند "البقلاوة" في موقعة النهائي على تناغم ثنائي محور الدفاع المتركب من مروان الصحراوي وآدم عروس وجاهزية الظهيرين المتألقين خلال الموسم الحالي الهادي خلفة ونضال العيفي اضافة الى امتلاكه عناصر أجنبية قادرة على امتلاك معركة وسط الميدان بوجود مثلث الارتكاز المتآلف من الراوندي بونور موغيشا والايفواري يوسف توري والسنغالي امات نداو غير ان الفريق يبقى مدعوا لتحسين آليات البناء الهجومي لإنجاح رهان التهديف بما يضاعف من المسؤولية الملقاة على عاتق الثلاثي ناصف العطوي والصادق قديدة وخليل العياري امام دفاع على درجة من الخبرة بقيادة الجزائري محمد امين توغاي وحمزة الجلاصي.
في الجهة المقابلة واثر معادلة رقم النادي الإفريقي ببلوغه نهائي الكاس للمرة 27 في تاريخه، يأمل الترجي الرياضي ان ينهي موسمه المتميز بلقب ثالث بعد ضمان كاس السوبر على حساب الملعب التونسي الذي كان يشرف عليه انذاك ماهر الكنزاري ثم لقب البطولة بما يساهم في مزيد رفع منسوب الثقة صلب الفريق قبل مشاركته المرتقبة في مونديال الأندية في شكله الجديد بالولايات المتحدة الامريكية بداية من النصف الثاني لشهر جوان.
ولن يتردد المدرب ماهر الكنزاري الذي لم يعرف منذ توليه الإشراف على فريق باب سويقة طعم الخسارة محليا في المبادرة ببسط اسلوبه الهجومي بالاعتماد على صانع الألعاب شهاب الجبالي الذي اصبح خلال المقابلات الاخيرة أحد الأعمدة الاساسية نظير دوره الفاعل على مستوى التنشيط الهجومي بقراءته الجيدة للعب وتمريراته الحاسمة في اتجاه ثلاثي المقدمة المتكون من البرازيلي يان ساس والجزائري يوسف البلايلي على الرواقين واشرف الجبري او البرازيلي رودريغو رودريغيز كراس حربة.
وإضافة الى شراسته الهجومية، يعول الترجي الرياضي على متانة دفاعه الذي لم يقبل سوى هدف واحد في 4 مباريات ماضية لحساب مسابقة الكاس اذ سيبقى البشير بن سعيد ثابتا في عرينه على ان يتقدمه ثنائي المحور الجزائري محمد امين توغاي وحمزة الجلاصي والقائد محمد امين بن حميدة ومحمد بن علي على الجبهتين اليسرى واليمنى. وينطلق ثنائي الارتكاز النيجيري اونيشي اوغبيلو وخليل القنيشي بأوفر الحظوظ للتواجد ضمن التشكيلة الاساسية مع امكانية الزج حسب تطور مجريات المقابلة بمحمد وائل الدربالي الذي نفض الغبار عن نفسه منذ قدوم المدرب ماهر الكنزاري ما جعله يحظى بوقت لعب اكثر.
وتجدر الاشارة الى ان الادارة الوطنية للتحكيم كانت قد عينت طاقما تحكيميا تونسيا لإدارة المباراة التي ستنطلق على الساعة الرابعة بعد الزوال يتركب من الحكم اسامة بن اسحاق والمساعدين محمد الطرابلسي ووسام بوغطاس فيما سيكون باسم بلعيد حكما رابعا وبسام عبودة حكما مساعدا احتياطيا. وسيتولى الاشراف على غرفة "الفار" الحكم فرج عبد اللاوي بمساعدة مجدي بلاغة كمساعد اول وخالد السويح كمساعد ثان.