وزير الشباب والرياضة يفتتح اشغال الندوة الوطنية للمصادقة على مشروع الاستراتجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل
اعطى وزير الشباب والرياضة الصادق المورالي اليوم بالحمامات اشارة انطلاق اعمال الندوة الوطنية للمصادقة على الاستراتجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل والتي تاتي تتويجا لمجموعة من الورشات الجهوية التي انتظمت بالاقاليم الخمسة للبلاد التونسية منذ اطلاق مسار اعداد الاستراتيجية في اوت 2024 بالشراكة بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة البيئة ومنظمة الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف.
واشار وزير الشباب والرياضة في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء "وات" بالمناسبة الى ان هذه الندوة الوطنية للمصادقة على مشروع الاستراتيجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل التي تنتظم بمشاركة مجموعة من الشباب ومختلف المتدخلين في اعداد الاستراتيجية تؤكد الاقتناع باهمية دور الشباب كقوة دافعة لترسيخ فلسفة البيئة السليمة وايجاد مناخ بيئي سليم يشجع على الاستثمار وعلى العيش الكريم مبرزا ان هذه الاستراتيجية ستعرض بعد اتمام صياغتها على رئاسة الحكومة للمصادقة عليها.
وبين ان مسار اعداد الاستراتيجية اعتمد مقاربة كرست المشاركة الفاعلة لشباب مختلف الجهات دون اقصاء ولا تمييز من التصور الى تقديم المقترحات وافكار المشاريع وصولا الى التنفيذ الذي سينطلق بعد المصادقة عليها.
ولاحظ الوزير في كلمته الافتتاحية الحرص على ان التحديات المناخية والتنموية المطروحة اليوم تؤكد الحاجة الى توحيد الجهود والالتزام بالعمل على الاحاطة بالشباب والنهوض باوضاعه من خلال انتهاج سياسات دامجة ومندمجة تقوم على مبادئ العدالة والانصاف الاجتماعي من جهة والاعتراف بقدراته الخلاقة ورؤيته المبتكرة وتثمين مبادراته حتى يكون شركيا فاعلا في تصميم البرامج وتنفيذها باعتبار دوره المحوري في بناء المجتمع وفي تشكيل المستقبل وصناعته في جميع مجالات التنمية المستدامة لاسيما منها مجابهة اثار التغيرات المناخية والتاقلم معها عبر تقديم الحلول المبتكرة واستخدام التكنولوجيا والابداع.
وبين ان مشاركة اكثر من 600 شاب وشابة من المؤسسات الشبابية ومن المنظمات والجمعيات في اعمال الورشات الجهوية والجلسات التشاورية لاعداد الاستراتجية حول تاثير التحديات المناخية التي تواجه تونس واقتراح الحلول العملية للتصدي لاثارها، اكد الحرص على تكريس المساهمة الفاعلة للشباب والالتزام بادماج توصياته ضمن السياسات العمومية البيئية.
واشار من جهة اخرى الى ان هذه الاستراتيجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل تتنزل ضمن اهداف الاستراتجية الوطنية للشباب في افق 2035 وتتقاطع مع المحور الثاني الذي يتعلق بترسيخ انماط العيش السليم وتحقيق الرفاه الاجتماعي ومن بين اهدافه تطوير مشاركة الشباب في مراحل الانتقال الايكولوجي عبر ادماجه ضمن سياسات صناعة القرار في مجال التغيرات المناخية وضمن المحور الرابع المتعلق بتحفيز الشباب على الابداع والتجديد والابتكار وتطوير تطبيقات التوقي او التصرف.
واكد في ذات السياق حرص الوزارة على ان تكون المؤسسات الشبابية محضنة للافكار والمبادرات الشبابية المبتكرة التي يقع دعمها ومنصات للحوار والتفاعل بين الشباب حول المواضيع التنموية ذات الاولوية وفي مقدمتها التحديات الاقليمية ومجابهة اثار التغيرات المناخية.
واضاف ان التحدي الابرز الذي سيطرح بعد المصادقة على الاستراتيجية الوطنية هو اعداد المخططات التنفيذية لهذه الاستراتيجية والتي يجب ان تتضمن برامج ومشاريع تنطلق من الواقع المحلي لاسيما في الجهات الداخلية والمناطق الحدودية والتي يمكن قياسها كمسارات واضحة ودقيقة والتي يوليها رئيس الدولة اهمية قصوى.
وشدد على ان التعاون مع وزارة البيئة سيتواصل من خلال اشراك الشباب لاول مرة في اعداد "الخطة الوطنية للسياسة المناخية " والتي تعد الوثيقة المرجعية في مجال التغيرات المناخية على المستوى الوطني.
واشار ممثل اليونسيف بتونس ميشال لو بيشو من جهته الى ان التعاون مع وزارتي الشباب والرياضة والبيئة لاعداد الاستراتيجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل منذ اطلاق مسارها في اوت 2024 يؤكد حرص المنظمة على دعم الجهود المبذولة في تونس لادماج الشباب في الفعل البيئي خاصة وان فئة الاطفال والشباب هي الفئة الاكثر عرضة لتاثيرات التغيرات المناخية سواء في المدارس او في علاقة بالتغذية والصحة.
ولاحظ ان اليونسيف تحرص على دعم هذا المشروع خاصة وانه يهدف الى دمج الشباب وتكريس مشاركتهم الفاعلة في وضع التصورات والحلول للحد من تاثيرات التغيرات المناخية مبرزا ان المنظمة وهي شريك تقليدي لتونس تعبر بمشاركتها وحضورها عن التزامها بتوفير الدعم الفني والمادي وعلى العمل مع مختلف شركائها على تعبئة الموارد المالية التي تساعد على تنفيذ المشاريع التي ستنبثق عن المخطط التنفيذي للاستراتجية " "
واشار المسؤول عن التخطيط والمتابعة بالوحدة الوطنية التنسيقية في مجال التغيرات المناخية بوزارة البيئة لطفي المصدقي من جهته الى ان الندوة الوطنية التي ستتواصل اعمالها على مدى يومين بالحمامات ستخصص للمصادقة على الوثيقة قبل النهائية للاستراتجية الوطنية لمشاركة الشباب في العمل المناخي الشامل.
وابرز ان التوجهات العامة للشباب المشارك في اعداد الاستراتجية تمحورت حول ثلاثة محاور رئيسية الا وهي دعم القدرات الفردية والجماعية لفهم التغيرات المناخية وتاثيراتها وسبل تطوير الاطار التشريعي لمأسسة مشاركة الشباب في وضع البرامج والسياسات المناخية ويتعلق المحور الثالث بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لمشاركة الشباب وبسبل تجاوز الاشكاليات التي تعيق مشاركة الشباب في المشاورات وفي وضع السياسات المناخية.
ولاحظ ان ابرز مطالب الشباب المشارك في مختلف الندوات الجهوية تعلقت بضرورة تطوير الاطار التشريعي الذي يضمن مأسسة مشاركة الشباب في كل البرامج الجهوية والوطنية ووضع السياسات.
وكشف ان وزارة البيئة انطلقت بعد في تجسيم مقترحات الشباب المشارك في اعداد الاستراتيجية من خلال اطلاق مناظرة لاختيار 50 شابا من المهتمين بالشان المناخي ليشاركوا في مسار اعداد المساهمات المحددة وطنيا للسياسة المناخية بعد فترة تكوين وتاطير.
وتابع ان الندوات الجهوية افرزت مقترحات هامة في مجال الاستثمار المناخي وفي الاقتصاد الاخضر وتوظيف الاتكنولوجيا وخلق فرص العمل ومثلت منطلقا لتنظيم عدد من ورشات عمل ب7 ولايات من الجنوب التونسي والتي ستشفع بدورات اخرى في بقية الولايات لعرض افكار مشاريع شبابية في مجال الاقتصاد الاخضر على مختلف هياكل التمويل والمساندة
واعلن في ذات السياق ان وزارة البيئة ستنظم في موفى هذا الشهر مناظرة وطنية لاختيار احسن المشاريع البيئية والمناخية التي سيقع عرضها في فضاء خاص بالابتكار والتجديد في المجال البيئي في اطار الندوة الوطنية للاستثمار التي ستنتظم في شهر اكتوبر القادم بمشاركة .نحو 350 مؤسسة بنكية ومؤسسات دولية مانحة ليقع تمويلها ومرافقتها.